فرعونٌ و فرعون !! .
قديمًا و ممّا نعرفه جميعا .أنه كان هناك شخصٌ ما زال إلى يومنا هذا يُضرب به المثل في الطُغيان و الظلم . حتى صار ذكر إسمهُ فقط مرادفًا لكلّ هذه الإوصاف .و لعلّكم عرفتموهُ من العنوان
.
نعم هو ...... كان إسمه " فرعون " . و كان عدوه
حينها " موسى عليه السلام " نبيا . و نعلم أنه أراد بشدّة أن يقتله . و قد عاد إليه نبيّا مع أخوه هارون
عليهما السلام . و كان قد سقط عنه العقاب لقتله ذلك الرجل الذي من شيعة "
فرعون " - راجع الأية 19 و ما بعدها من سورة القصص - فلم يجد طريقةً لقتله و التخلص به . و كأنّه لم يكن يَعرف الغدر ! . أو
كان لا يُعرف الغدر أصلاً حينها !!! .
فطلب من مستشاريه عُذرا لقتله إذ القانون لا يسمح له !! .
و كان القانون المصري في ذلك الزمن يُسقط العقوبة بعد 10 سنوات عن الجاني إذا لم
تُنَفَذ . و هي نفس المدّة التي قضاها عند خِتنه أبو الجاريتين . عندما هرب خائفا
" فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ ۖ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ
الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (21) القصص" . و جاء هذا
الطلب من فرعون مذكورا في كتابه الكريم مرفوقا بحجةٍ لهلهةِ النسج كاذبة . و هي
أنه سوف يبدل الدين و يظهر الفساد " وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي
أَقْتُلْ مُوسَىٰ وَلْيَدْعُ رَبَّهُ ۖ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ
أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ (26) "غافر و لكن هامان و من معه لم يسمحوا له ........... و فرعون
لم يُخالف القانون !! . قانون بلاده .
و بعدها بقرونٍ عديدة . عاش فيها من عاش و مات من مات
.حتى وصلنا إلى يومنا هذا . لنسمع و نرى عن رجلٌ مسالم يدخل بيتًا . كان الأصل فيه
توفير الأمان !! . و لكن ليس هذه المرة . فهذه المرّة هناك الغدر . و الغدر فقط .
فقُتل .... ثم قُطع .... ثم دمّرَ جسدهُ و أذيب ...... و سكب في مجاري مياه الصرف
الصحي ...... و تصامم قتلته عن الأسئلة .......بل و تصرفوا بدناءة . فأساؤوا إليه
و إلى سمعته و إلى أهله و إلى كلّ من أراد أن يُدافع عنه و لو بكلمة .
لا لأنه أراد تغيير الدين هذه المرة !!!! لا. و لا أيضا ليفسد في الأرض . كما أوهمنا الفرعون الأول مع موسى عليه
السلام . و لا كما يُريد البعض أن يوهمنا اليوم.
ذاك دين فرعون !!! . إحترمه فرعون ! ذلك الطاغية الظالم
طبعًا !! . و ذلك عدُوّه موسى عليه السلام الذي جاء بالحق الذي هو ساطع.
و أما اليوم : هناك دين الله الذي أنزله على خير الخلق .
و في كتابه نقرأ و لكن رُبما لا نفقه ما نقرأ . نقرأ مثلا قوله : " وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن
يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً ۚ (92)"- و الخطأ لا يشمل التقطيع و الإذابة و الصرف الصحي و الكذب طبعا!!!! "
وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا
مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ
وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا (93)
"
و رسوله صلى الله عليه وسلم يقول : " زوال الدنيا جميعاً
أهون على الله تبارك وتعالى من دم امرئ مسلم يسفك بغير حق: أو قال: يقتل بغير حق " و في حجة الوداع قال أيضا :"إنَّ دِماءَكُم، وأمْوالَكم
وأعْراضَكُم حرامٌ عَلَيْكُم كَحُرْمة يومِكُم هَذَا، في شهرِكُمْ هَذَا، في
بلَدِكُم هَذَا، ألا هَلْ بلَّغْت " .
نعم ...... نقرأ كلام الله عز وجل . و كلام سيد الخلق عليه
الصلاة والسلام . و لكن لنقُل لا نفقه كأحسن إحتمال ممكن لما نراه .
الآن ....
أيحق لنا أن نقارن بين ذلك الذي إحترم قانون البشر و بين
الأخر ممن لم يحترم قانون الله . أيهما أكثر طُغيانا . و أيها أكثر بطشًا . و
أيهما أكثر ظُلما . أفرعون الذي لم يقتل موسى أم فرعون الآخر - أيًا كان إسمه - و الذي
قتل خاشقجي ؟.
إذا كانت الفرعونية رمزًا للظلم و الطغيان و البطش بين
الشعوب . و مفهومٌ تعارف عليه البشر على مدّ العصور و الأزمان . فنحن لم نعرف من هذه الفرعونية . سوى
الرأس فقط أيام فرعونها الأول . و لكنا الآن قد أطلّت الفرعونية بكامل بشاعة
صورتها .
0 التعليقات: